[align=center]المسابقات التشكيلية
( في الميزان )
بقلم التشكيلي/ سعيد العلاوي
8/1/1426هـ

يتردد إلى مسامعنا بين الحين والأخرى الإعلان عن المسابقات التشكيلية وشروطها وضوابطها وجوائزها .. ( حوافز مشجعة تسيل لها اللعاب )
فيقدّم الفنانين التشكيليين أفضل ما لديهم من أعمال كلا حسب ميوله واتجاهاته بهدف الحصول على مستوى متقدم أو من باب المشاركة على أقل تقدير.. لأن الفوز والخسارة واردة
كما أن عدم حصول العمل على مركز في المسابقة ليس مقياسا على أن العمل سيء .. لأن هناك قناعات شخصية لدى الفنان وبالتالي هي مجرد آراء شخصية من المحكمين فإذا لم يعجبهم العمل قد يعجب غيرهم ..
الفوز والخسارة واردة في كل زمان ومكان وهذا مبدأ يجب الأخذ به بعين الاعتبار بعيدا عن التعصب والتشنج وارتفاع ضغط الدم والتوتر العصبي مسببات مرض السكري الذي يودي بحياة الإنسان إلى القبر..
العجيب والغريب في هذه المسابقات عند إعلان الفائزين تشاهد العجب العجاب .. حيث ضربت الشروط في عرض الحائط
وعلى سبيل المثال لا الحصر (( مقاسات الأعمال )) تجاوزت المقاس المعلن في الشروط ..
(( اطارات الأعمال)) كثير من الأعمال غير مؤطرة
(( موضوع المسابقة )) تماما لاينطبق مع ما أعلن عنه ..
ونفاجأ عند الاعلان عن نتيجة المسابقة ومشاهدة المعرض المصاحب للمسابقة أن:
(( الاتجاهات والمدارس الفنية)) لم تعط حقها من الرعاية والاهتمام كأن التحكيم وكأن المحكمين للمسابقة اتفقوا على أن المدرسة الكلاسيكية لا تدخل في سياق التحكيم وكذلك المدرسة الانطباعية أو التكعيبية أو التأثيرية .. وكأن لسان حالهم يقول (التجريد).. ولا غير التجريد .. حتى أن هناك بعض الفنانين أقحموا أنفسهم في هذا الاتجاه دون علم أو دراية وجعل نصب عينيه الفوز ولا غير الفوز ..
وسبق أن كتبت موضوعا بعنوان( إضاءة حول التجريد) تم فيه إيضاح مفهوم التجريد :
(( أن المذهب التجريدي في الرسم، يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة تحمل في داخلها الخبرات الفنية، التي أثارت وجدان الفنان التجريدي. وكلمة "تجريد" تعني التخلص من كل آثار الواقع والارتباط به، فالجسم الكروي تجريد لعدد كبير من الأشكال التي تحمل هذا الطابع: كالتفاحة والشمس وكرة اللعب وما إلى ذلك، فالشكل الواحد قد يوحي بمعان متعددة، فيبدو للمشاهد أكثر ثراء.

ولا تهتم المدرسة التجريدية بالأشكال الساكنة فقط، ولكن أيضاً بالأشكال المتحركة خاصة ما تحدثه بتأثير الضوء، كما في ظلال أوراق الأشجار التي يبعثه ضوء الشمس الموجه عليها، حيث تظهر الظلال كمساحات متكررة تحصر فراغات ضوئية فاتحة، ولا تبدو الأوراق بشكلها الطبيعي عندما تكون ظلالاً، بل يشكل تجريدي. وقد نجح الفنان كاندسكي –وهو أحد فناني التجريدية العالميين- في بث الروح في مربعاته ومستطيلاته ودوائره وخطوطه المستقيمة أو المنحنية، بإعطائها لوناً معيناً وترتيبها وفق نظام معين. ويبدو هذا واضحاً في لوحته "تكوين" التي رسمها عام 1914م.
)) ..
فهل الفنانين المشاركين في تلك المسابقات وكذا القائمين والمحكمين للمسابقات وضعوا هذه الاعتبارات أمام أعينهم أم أنهم يشاهدون المساحات الملونة أو السوداء ولا يدركون موقعها من الإعراب ..
والعجيب والغريب أيضا أن هناك عزوف من الفنانين النحاتين احتجاجا منهم أن اليوم في المسابقات الاهتمام مقتصر على اللوحة .. مسألة خطيرة تحتاج إلى إعادة نظر من القائمين على المسابقات
كما أن عرض الأعمال التي ترفع من قيمة المعرض بعد الاعلان من أهم الشروط التي يجب أن توضع في الحسبان .. واستبعاد الأعمال الضعيفة التي لا ترتقي لمستوى العرض من الأشياء المهمة فعرضها في المعرض المصاحب للمسابقة دلالة على ضعف المسابقة بشكل عام [/align]